بعث النبي أبا زيد الأنصاري، وعمرو بن العاص إلى عبيد، وجيفر بمن بني جلندي حكام عمان، ومعهما كتاب يدعوهما فيه إلى الإسلام، وقال: "إن أجاب القوم إلى شهادة الحق، وأطاعوا الله ورسوله، فعمرو الأمير، وأبو زيد على الصلاة"، فأسلم عبيد وجيفر، ودخل أهل عمان في الإسلام، ولم يزل عمرو وأبو زيد في عمان حتى توفي رسول الله، فارتدت الأزد عليها لقيط بن مالك ذو التاج، وانحازت إلى دبا1، والتجأ عبيد وجيفر إلى الجبال والبحر هربًا منه، وكاتبًا أبا بكر الصديق بخبر ما حدث2.

كانت عمان في عصر الرسالة تابعة لفارس، فهي بحكم موقعها الجغرافي في الجزء الجنوبي الشرقي من جزيرة العرب، أقرب إلى فارس منها إلى المناطق الشمالية الغربية في الجزيرة العربية التي يفصلها عن الربع الخالي، وكانت فارس حريصة على إخضاع القبائل الضاربة في شرقي الجزيرة العربية على الخليج العربي؛ لتتحكم بهذه الخليج وبمداخله الجنوبي، مضيق عمان "هرمز"، ومن جهتها اعتمدت هذه القبائل على فارس، فكان طبيعيًا أن تعادي الدعوة الإسلامية، وكما دفع الفرس بسجاح لإثارة المشكلات في وجه الدعوة الإسلامية، ومحاربة المسلمين، فادعت النوبة لتستقطب القبائل، كذلك دفع هؤلاء ذا التاج لقيط بن مالك الأزذي، فادعى النبوي، وحمل قومه على الإيمان به، وحارب المسلمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015