فقال: "قتل العنسي، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين" قيل: من قتله؟ قال: "فيروز، فاز فيروز"1، وفي رواية أخرى نقلًا عن عمر بن شبة أن خبر موت العنسي وصل إلى المدينة بعد أن قبض رسول الله، فأمضى أبو بكر جيش أسامة بن زيد في آخر ربيع الأول، وأتى مقتل العنسي في آخر ربيع الأول بعد مخرج أسامة؛ وكان أول فتح أتى أبا بكر، وهو في المدينة2.

والراجح أن مقتل الأسود العنسي تم قبل وفاة النبي بيوم أو بليلة، وورد الخبر من السماء بذلك، وأعلم أصحابه به، ولكن الرسل وصلت في خلافة أبي بكر في "آخر شهر ربيع الأول عام 11هـ/ شهر حزيران عام 632م"3.

ومهما يكن من أمر، فقد استقر الوضع الداخلي في اليمن بعد مقتل الأسود العنسي، وتراضى المسلمون على معاذ بن جبل، فصلى بهم في صنعاء، حتى إذا جاء خبر موت النبي عم الاضطراب مجددًا ربوع اليمن، وسنتناول أسباب ذلك، ونتائجه في موضعه من جهاد أبي بكر أهل الردة؛ لأنها تتخطى الأسود العنسي وثورته ومقتله.

مسيلمة بن حبيب الحنفي، مسيلمة الكذاب 4:

لم يكن الأسود العنسي الوحيد الذي ادعى النبوة، فقد تكرر مثل هذا الادعاء في اليمامة بين اليمن، ونجد قرب البحرين في قبائل بني حنيفة على يد مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب، وذلك في السنة العاشرة للهجرة، وقد عد من أشهر المتنبئين وأخطرهم، وكانت اليمامة تشبه المدينة في تركيبتها إلى حد بعيد.

كان مسيلمة قبل ادعائه النبوة يتجول في الطرقات، يطوف في الأسواق التي كانت بين دور العجم، والعرب مثل الأبلة5 وبقة6، والأنبار7 والحيرة8، يلتمس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015