العربي والجزيرة الفراتية، والغالب على أرضها الجبال، واشتهرت بكثرة معابد النار فيها، ولهذا سميت بأذربيجان، ومعناها أرض النار، أو معابد النار.

عين عمر حذيفة بن اليمان على حرب أذربيجان، فسار إليها، حتى إذا وصل إلى أردبيل، وهي قصبتها، تصدى له حاكمها المرزبان، وجرى بينهما قتال ضار، ويبدو أنه "المرزبان" أدرك عدم جدوى المقاومة بعد أن مالت كفة المعركة لصالح المسلمين، فعرض الصلح على حذيفة، فأجابه إلى ذلك، وشمل الصلح جميع أهل أذربيجان على ثمانمائة ألف درهم، وزن ثمانية، مقابل عدم التعرض لأحد من السكان بالقتل، أو بالسبي مع المحافظة على بيوت النار، وللسكان أن يمارسوا شعائرهم الدينية، وإظهار ما كانوا يظهرونه1، ثم عزل عمر حذيفة، وولى عتبة بن فرقد السلمي أذربيجان، فأتاها من الموصل أو شهرزور، ولما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد، وانتفضت عليه نواح فغزاها فظفر وغنم، وكان معه عمرو بن عتبة الزاهد2.

فتح إقليم فارس:

لم تشكل الأراضي التي سيطر عليها الفرس، والتي غزاها المسلمون، دولة مستقلة بالمفهوم العام للدولة، وإنما كانت داخلة ضمن إمبراطورية تضم دويلات، أو ولايات تخضع للحكم الفارسي، في حين تركزت الدولة التي أقامها الساسانيون، في إقليم فارس، ثم ضم هؤلاء إلى دولتهم ما جاورها من أقاليم، ووصل المسملون في عام "23هـ/ 644م" إلى قلب الإمبراطورية الفارسية الساسانية، إلى أرض الشعب الذي حكم الشعوب المجاورة؛ وبدأوا بفتح مدنها.

أرسل عمر ثلاثة ألوية لفتح إقليم فارس، انطلقت جميعها من قاعدة البصرة، وهي على الشكل التالي:

- مجاشع بن مسعود إلى أردشير خرة وسابور.

- عثمان بن أبي العاص إلى اصطخر.

- سارية بن زنيم الكناني إلى فسا وداربجرد.

وبعد أن اجتازوا جميعًا أرجان دون مقاومة، وكانت في طريقهم، تفرقوا كل إلى وجهته المحددة، وفتحوا كامل الإقليم3، والملفت أن كافة عمليات الفتح كانت عبارة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015