الفصل السابع: استكمال فتوح العراق-فتوح فارس "إيران"

استكمال فتوح العراق

الفصل السابع: استكمال فتوح العراق -فتوح فارس "إيران"

استكمال فتوح العراق:

الطريق إلى المدائن:

أقام سعد مدة شهرين في القادسية أراح خلالها جنده ودوابه، وشفي هو من مرضه، وتبادل الرسائل مع عمر فيما ينبغي أن يتصرف به، فجاء أمر عمر بأن يسير إلى المدائن، فاستعد للزحف، وأرسل عدة قادة كطليعة لتمهيد الطريق أمام الجيش الرئيسي، اصطدم هؤلاء بجيوب فارسية على امتداد الطريق المؤدي إلى المدائن، في اللسان1 وبرس2 التي كانت مخزنًا لعتاد حرب الفرس بفعل حصانتها، وبابل وكوثي3 وتغلبوا عليها، وصالحهم أهل ساباط4، ووصلت إحدى هذه الطلائع إلى بهرسير إحدى ضواحي المدائن بقايدة هاشم بن عتبة، ثم خرج سعد وراءهم، ولما وصل إلى بهرسير في شهر "ذي الحجة 15هـ/ كانون الثاني 636م"، ضرب عليها الحصار، وبث خيله في المناطق المجاورة، فأغارت على من ليس له عهد بين دجلة والفرات5، واستعمل سعد لأول مرة في حرب العراق، والأسلحة الثقيلة كالمجانيق وغيرها، استمر الحصار بضعة أشهر، ودافعت خلالها الحامية عن المدينة بشكل ملفت؛ لأنها تعد معبرًا إلى العاصمة، فإذا سقطت انكشفت المدائن، وأمدها يزدجرد بالإمدادات عبر جسر يصلها بها6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015