وخسر حياته حيث قتل في المبارزة التي جرت بينه، وبين ربيعة بن عامر، وذلك في "24 ذي الحجة 12هـ/ 1 آذار 634م"1.
عززت معركة داثن النجاح الذي حققه المسلمون إلى مدى أبعد شرقًا، وفي منطقة مختلفة، وخلفت الخسارة البيزنطية صدى قويًا تراوح بين الفرح الذي عم السكان اليهود بخاصة الذين عدوا انتصار المسلمين فاتحة زوال السيطرة البيزنطية، وبين الأسى الذي عم الدوائر الحاكمة في القسطنطينية، وبعض القبائل
العربية في بلاد الشام، وتمثل هذه المعركة إلى جانب الهدف الديني الأسمى للمسلمين، المقاومة الإسلامية للمحاولات البيزنطية لتضييق الخناق الاقتصادي عليهم، من واقع فرض السيطرة على المناطق الحدودية، والتحكم بمرور القوافل التجارية، بعد أن استعاد هؤلاء سيطرتهم على سواحل البحر الأحمر.
وتابع يزيد زحفه بعد انتصاره، فاجتاز حوران، وغوطة دمشق حتى وصل إلى أبواب مدينة دمشق، وتمركز حولها، ومنع حاميتها من الاتصال بالقيادة المركزية في أنطاكية، ثم اتصل ببقية الجيوش الإسلامية.
معركة مرج الصفر:
رأى هرقل أن يضرب أولًا جيش خالد بن يزيد الزاحف باتجاه مرج الصفر، فاستنفر العرب المتنصرة مثل بهراء، وكلب وسليح، وتنوخ ولخم وجذام وغسان، فتوافدوا وعسكروا في مكان قريب من آبل2، وزيزاء والقسطل3 بقيادة باهان، فاصطدم بهم خالد بن يزيد بعد أن استأذن أبا بكر، وانتصر عليهم، وفر باهان مع من تبقى من جنوده من ساحة المعركة4.
كتب خالد بن سعيد بأنباء الانتصار إلى أبي بكر، وطلب منه إرسال المزيد من الإمدادات، فاستجاب لطلبه، ثم تسرع -خالد- فشق طريقه إلى مرج الصفر متجاوزًا القواعد العسكرية الضرورية للزحف، وبخاصة إرسال الطلائع لاستكشاف المنطقة، ورصد وجود تحركات العدو، مما أعطى الفرصة لباهان الذي كان يراقب تحركاته، لمهاجمته، وعندما وصل إلى مرج الصفر بين الواقوصة ودمشق، قطع عليه خط الرجعة دون أن يشعر، ثم التف حول الجيش الإسلامي وفاجأه، فلاذ خالد بن سعيد