وانتشر اللخميون في المنطقة الواقعة غرب البحر الميت ونهر الأردن1، وسكنت قبيلة جذام في المنطقة الممتدة من تبوك إلى شرق وادي عربة، والبحر الميت حتى منطقة البلقاء، حول عمان، فتداخلت مع سكن بعض فروع لخم، شكلت هاتان القبيلتان جزءًا من التحالف القبلي الخاضع لبيزنطية الذي حارب المسلمين في معركة مؤتة، وكانت غزوة تبوك ردًا على تحرك القبائل العربية، والبيزنطيين باتجاه المناطق الجنوبية2، ويبدو أن بعض بطون لخم هالهم قيام تحالف قبلي -بيزنطي موجه ضد إخوان لهم من العرب؛ فأسلم نفر منهم في السنة التاسعة للهجرة3، واعتزلت حدس، وهي إحدى بطون لخم، القتال في مؤتة، لكن هذين الحدثين لا يكفيان لإقامة الدليل على قيام علاقات طيبة بين المسلمين، وقبيلة لخم.

وأغرى تعاظم قوة المسلمين بعد فتح مكة بعض الجذاميين، فاعتنقوا الإسلام، وأقاموا علاقات طيبة مع المسلمين، مثل فروة بن عمرو الجذامي حاكم معان4 من قبل بيزنطية5، وساند بنو الضبيب، وهم رهط من جذام، اعتنقوا الإسلام، زيدًا بن حارثة عندما هاجم الجذاميين الذين اعتدوا على دحية بن خليفة الكلبي، مبعوث النبي إلى الإمبراطور البيزنطي هرقل6.

ونزلت قبيلة القين -بلقين- في المنطقة الواقعة شرق ديار لخم وجذام، أي في المنطقة الممتدة من وادي تجر شمال تيماء بمحاذاة وادي السرحان، وباتجاه الشمال إلى تخوم حوران، وجاورت بلاد بلي وعذرة، وكان بنو القين من ضمن التحالف القبلي الذي حارب المسلمين في معركة مؤتة7، ويبدو أن جماعة منهم اعتنقت الإسلام قبل وفاة النبي في السنة الحادية عشرة للهجرة، وأن النبي ولى عليهم عمرو بن الحكم8.

وفرض الغساسنة، وهم من الأزد، وجودهم في مناطق حوران، وشرق الأردن وبعض فلسطين، بعد أن تغلبوا على بني سليح الضجاعمة وكلاء البيزنطيين9، وشعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015