" داره بجبل هنتاتة يتبرك الآن بالدخول اليها، ودخلتها انا لهذا الوجه سنة 763 وأماكن جلوسه بالجبل معلومة لا يمر بها راكب الا نزل " اهـ.
فصل ابن تومرت علمه وعمله بمقدار غايته السياسية فاختار عقيدة الاشعري وهي خلاف عقائد أهل المغرب يومئذ، ليجد سبيلا الى الطعن في عقائدهم، وأشهر ذكره بانتحاله تغيير المنكر في طريقه.
وانتسب في آل البيت واعتقد عصمة الامام ليمهد لدعواه انه المهدي المنتظر. وتظاهر بالزهد والصلاح كي تقبل العامة مكائده وحيله باسم الكرامات.
درس ابن تومرت بمصموده وألف ونشر الدعاة لبيعته فبويع في رمضان سنة 515 تحت شجرة خرنوب بعدما خطب في الناس وذكر المهدي وانه يظهر من المغرب الاقصى وان نسبه كنسبه واسمه كاسمه وفعله كفعله وعرف الناس بما يكون عليهم في القيام بدعوته من الارزاء والمحن. فالتزموا ذلك. وسماهم الموحدين وكفر المرابطين ولقبهم المجسمين وحاربهم بسيفه وقلمه م، حتى توفي على ما حققه ابن أبي زرع وغيره فيما رمضان سنة 24 وكانت ولادته سنة 474 وقيل 84 وقيل 86 وقيل 91 ولم يترك خلفا لانه لم يتزوج وله تآليف لطيفة جمع بعضها وطبع بالجزائر سنة 1321 هـ وجمع البيدق بعض رسائله طبعت مع كتابه أخبار المهدي. واستيعاب أخبار ابن تومرت ودرسها بصفة فنية يستدعي تآليف مستقلة. فانه قد احدث انقلابا عاما بالمغرب في السياسة والعلم والدين ولم يكن كسائر الانقلابات البربرية الناشئة من أسباب قومية ومنافسات بين القبائل القوية. ولا نتيجة لها غير سقوط دولة وقيام أخرى.
ودولة الموحدين تشبه دولة المرابطين من حيث ابتناؤهما على دعوة