يتخذون بيوت الشعر للظعن. قال ابن خلدون: "وكانت مكاسبهم الانعام والماشية وابتغاؤهم الرزق من تحيف السابلة وفي ظل الرماح المشرعة. وكانت لهم في محاربة الاحياء والقبائل ومنافسة الامم والدول ومغالبة الملوك ايام ووقائع، نلم بها ولم تعظم العناية باستيعابها فنأتي به. والسبب في ذلك أن اللسان العربي كان غالبا لغلبة دولة العرب وظهور الملة العربية. فالكتاب والخط بلغة الدولة ولسان الملك. واللسان العجمي مستتر بجناحه مندرج في غماده.

ولم يكن لهذا الجيل من زناتة في الاحقاب القديمة ملك يحمل أهل الكتاب على العناية بتقييد ايامهم وتدوين أخبارهم. ولم تكن مخالطة بينهم وبين أهل الارياف والحضر حتى يشهدوا آثارهم لابعادهم في القفر وتوحشهم عن الانقياد. فبقوا غفلا إلى أن درس منهم الكثير ولم يصل الينا بعد ملكهم الا الشارد القليل يتبعه المؤرخ المضطلع في مسالكه ويتقراه في شعابه ويثيره من مكامنه " اهـ.

وقد أخذت زناتة بالخارجية ثم فارقتها تدريجا حتى لم يبق منهم عليها الا القليل. وكانوا منقسمين سياسيا الى ادريسيين ورستميين واغلبيين. ولهم حروب مع جيرانهم صنهاجة، فلما ظهرت دولة بني عبيد والتهم صنهاجة، وعادتهم زناتة فاتسعت واجهة الخلاف بين القبيلتين.

وكانت رئاسة زناتة لمغراوة، ووفد أميرهم صولات بن وزمار على عثمان بن عفان (رض) فعقد له على قومه، قال ابن خلدون:

" فاختص صولات وسائر الاحياء من مغراوة بولاء عثمان وأهل بيته من بني أمية، وكانوا خالصة لهم دون سائر قريش، وظاهروا دعوة المروانية بالاندلس رعيا لهذا الولاء)، اهـ.

ومظاهرة مغراوة وسائر زناتة لمروانية الاندلس انما حدثت ايام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015