مصر. قال: "وعند ظهور الآلهة وانتظام العبادة ازداد الكهنة قوة وجمدت نواهي الطبو. فتقيد فكر الانسان. انما يجب أن نذكر ان الآلهة القديمة لم تكن في قوة آلهة الاديان الحاضرة لانها لم تكن قادرة على كل شيء كما يعتقد الآن المسيحي أو المسلم في إلهه. فكان بين الانسان وربه مجال للفكر في جملة موضوعات لا يستطيع أهل الاديان الحاضرة ان يفكروا فيها ما لم يتناقضوا مع ما ذكرته الآلهه" (?).
خلاصة كلامه هذا تفضيل الوثنية على الوحدانية اعتمادا على تلك الشبهة التي لبس بها على بسطاء العقول ممن يفزعون الى الاخذ بالجديد من الافكار مطلقا فزع النساء الى الجديد من الازياء.
نظرته هذه نظرة خيالية لا تتفق ومفعول الديانة الاسلامية وفضلها على البشرية جمعاء كما ينطبق تاريخها أيام عظمتها. وعلاوة عن كون هذه الفلسفة النظرية تدحضها الفلسفة العملية نزيد دحض هذه الشبهة من الوجهة النظرية أيضا: ان الوثنيين يعتقدون في آلهتهم المتعددة القدرة على كل شيء مثل ما يعتقد المسلم في إلهه الواحد، غير أن الآلهة الوثنية ليس لعبادتها نظام ولا لمرضاتها سبيل مقرر انتهاجها، وهذا الاله الواحد عبادته مضبوطة وأوامره مقررة. وهو يأمر البشر بالنظر في ماضيهم لاصلاح مستقبلهم، وأن نظام هذا الكون واحد: ما كان علة لانحطاط الماضين فهو علة انحطاط الآتين، وما كان سببا لرفعة أولئك فهو سبب لرفعة أولاء " سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا".
كل هذا لا يخفى حتى على سلامة موسى واضرابه. ولكن هي