عمود مكتوب عليه بالحميرية: "هذا ما بناه شمريرعش لسيدة شمس".

دولتا المناذرة والغساسنة كانتا شمالا، ودولة التبابعة كانت جنوبا. ومعلوم أن الدول لا تقام الا بالعلوم والصناعات خصوصا وقد دلت الآثار على عظمة تلك الدول. قال صاحبا الوسيط: "واذن تكون هندسة ارواء الارض وعمارة المدن والحساب والطب والبيطرة والزراعة ونحوها معروفة في الجنوب والشمال، مدونة في الكتب، وان لم يحفظ لنا الدهر صورا منها. أما البدو منهم وان كانوا أميين يمقتون الصناعات وينتقصون أهلها فلا غنى لهم عن تجربة ترشدهم الى ما ينفعهم في بواديهم المقفرة ومجاهلهم الطامسة: ليعلموا ما به تصح أنفسهم وانعامهم وتستطلع خفايا أمورهم وتدون فيه مفاخرهم، وليعرفوا متى تجود السماء، وبم يتميز الاقرباء من البعداء. فكسبهم ذلك علم النجوم والطب الضروري والانساب والاخبار ووصف الارض والفراسة والعيافة والقيافة والكهانة والعرافة والزجر وقرض الشعر " (?).

قالا: واشتهر منهم في علم النجوم بنو حارثة بن كلب وبنو مرة ابن همام الشيباني، وفي الطب الحارثة بن كلدة الثقفي وابن حذيم التيمي، وفي الانساب دغفل بن حنظلة الشيباني وزيد بن الكيس النمري وابن لسان الحمرة، وفي القيافة بنو مدلج وبنو لهب، وفي الكهانة شق أنمار وسطيح الذئبي وطريفة الخير وسلمى الهمدانية، وفي العرافة الابلق الاسدي عراف نجد، ورباح ابن عجلة عراف اليمامة، وفي الزجر بنو لهب وأبو ذؤيب الهذلي ومرة الاسدي. أما الشعر فقد اشتهر فيه كثيرون معروفة أخبارهم في كتب الادب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015