ولم يزل جل العرب على ديانة ابراهيم (ص) غير أنهم أحدثوا فيها أحداثا وابتدعوا فيها بدعا. فصاروا يعبدون الاصنام والاوثان والطواغيت. وقد يعبدون الارواح كالجن والملائكة.

قال السهيلي: "يقال لكل صنم من حجر أو غيره صنم. ولا يقال وثن الا لما كان من غير صخرة كالنحاس ونحوه" (?) وقال ابن هشام عن الطواغيت: "وهي بيوت تعظيمها كتعظيم الكعبة: لها سدنة وحجاب، وتهدي اليها كما تهدي للكعبة، وتطوف بها لطوافها بها، وتنحر عندها. وهي تعرف فضل الكعبة عليها: لانها كانت قد عرفت أنها بيت ابراهيم الخليل ومسجده " (?) وأصل عبادة العرب للاصنام أن أهل مكة كانوا لا يظعن منهم ظاعن الا حمل معه حجرا من الحرم تبركا به. وحينما يقيم يضعه ويطوف به طوافه بالكعبة. وبطول العهد صاروا يعبدون ما أعجبهم من الحجارة. وذكر السهيلي وجها آخر في أصل دخول الوثنية الى العرب. وهو لا يتعارض مع ما سبق. قال: "وقد ذكر البخاري عن ابن عباس: قال صارت الاوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد. وهي أسماء قوم صالحين من قوم نوح. فلما هلكوا أوحى الشيطان الى قومهم: ان انصبوا في مجالسهم التي كانوا يجلسونها انصابا، وسموها بأسمائهم. ففعلوا. فلم تعبد، حتى اذا هلك أولئك وتنوسخ العلم عبدت " (?).

وقد بقيت للعرب بقايا من شريعة ابراهيم (ص) كتعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة والوقوف على عرفة والمزدلفة وهدي البدن، مع ادخالهم في ذلك ما ليس منه. قال ابن هشام: "فكانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015