والقرن الخامس الذي استولى فيه الوندال والقرن السادس الذي مكن فيه البيزنطيون نفوذهم بأفريقية- هذه القرون كانت قرون أهوال وحروب مبيدة" ثم قال: "وقد كانت هذه القرون علة في مرض أفريقية مرضا اجتماعيا واقتصاديا. ذهبت الفنون الجميلة، وعطلت الاراضي الفلاحية، وتنوسيت الاساليب العلمية، وتكاثرت اللصوصية حتى صار الناس يفزعون الى الغابات ويختفون بالشعاب، وتعطلت التجارة، وخشي الناس المجاعة" وقال مرسيي: "كان المؤرخ يروكوب لما نزل أفريقية مع بليسير دهش من عمرانها ونشاط تجارتها ونفاق أسواقها وسعادة فلاحتها. ولكن بعد عشرين عاما لم يبق شيء من ذلك، وعم الخراب جميع أفريقية. ويقال ان الحرب وحكومة يستنيان خسرتا أفريقية في خمسة ملايين من الانفس".

ومن ههنا تعلم ان ما اشتهر به الوندال من التخريب ليس شيئا يذكر أمام تخريب الروم. فان الوندال مكثوا أكثر من قرن ولم يبلغوا في التخريب وقتل الانفس ما بلغه الروم في عشرين عاما.

والخلاصة ان الحياة الاجتماعية بالجزائر على عهد الروم بلغت من الانحطاط والتقهقر والشقاء ما لم تبلغه في دور من أدوار تاريخها.

10 - السلطة الرومية وانقراضها من الجزائر

قال اغسال: "السلطة البيزنطية بافريقية غير معلومة. وانما توجد قوانين تذكر مستعمرين ومستعبدين عائشين ببعض الاراضي. وكبار ملاكي الرومان الذين ضعفوا في دور الوندال نجهل ان تكون أملا كهم عادت اليهم في هذا الدور. والظاهر عدم عودها".

والذي جعل السلطة الرومية غامضة هو ضعفها. ولعلك لا تتوقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015