الإسبان منها لجاء ذلك في ديوان كبير (?).

وفي أوائل القرن الحادي عشر اتجهت الهمة من جديد إلى الضغط على

الإسبان وظهرت علامات الاستعداد لحربهم، وكان ذلك على عهد حسين خوجة الشريف باشا الذي تولى سنة 1117، وقد أظهر هذا الباشا استعدادا للجهاد حين أرسل الأخبية لوهران، لذلك انطلق الشعراء يستحثونه ويصفون سوء أحوال المسلمين تحت حكم الإسبان، ولا سيما النساء، استثارة للعواطف الدينية والنفسية: ومن هؤلاء الشاعر البارع محمد بن محمد بن علي المعروف بابن آقوجيل، فله في ذلك قصيدة مؤثرة (?) هنأ فيها أولا الباشا بتوليته على الجزائر ثم التفت إلى الغرض المقصود في قوله:

جهز جيوشا كالأسود وسرحن ... تلك الجواري في عباب بحور

أضرم على الكفار نار الحرب لا ... تقلع ولا تمهلهم بفتور

وبقربنا وهران ضرس مؤلم ... سهل اقتلاع في اعتناء يسير

كم قد أذت من مسلمين وكم سبت ... منهم بقهر أسيرة وأسير

وهي قصيدة طويلة ومؤثرة، بلغت نحو سبعين بيتا، وفيها أيضا نصائح للباشا ووصف لأحوال العلماء السيئة.

ولكن مدة حسين خوجة الشريف باشا لم تطل (?)، فقد عزل وتولى مكانه محمد بكداش باشا سنة 1118، وتمكن هذا من فتح وهران سنة 1119، فانطلقت ألسنة الشعراء من عقالها مدوية، ذلك أن الشعر الذي قيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015