للثقافة الجزائرية، وهو ما يحتاج إلى المزيد من جهودكم، ومما يؤسف أنكم تتركون المبادرة لسواكم) (?).
هذا الكتاب ألفه فرحات عباس في سبتمبر 1960 أو ربما بعد عزله عن الحكومة المؤقتة، ولكنه لم ينشره في حينه ربما لأنه كان يعكس وجهة نظر شخصية بينما الثورة كانت تسير وفق الروح الجماعية، أما نشره فقد حصل بعد وقف القتال، وكان الجرح في نظره قد التأم، والكتاب عبارة عن عجالة تاريخية ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر ابتداء من سنة 1830، ألفه كما قال إنسان مستعمر، ومع ذلك بقي متمسكا بأصوله وأجداده، ولكنه لا ينكر (فضل) فرنسا وأوروبا في بث الحضارة، كما أنه لا يعتبر كتابه تاريخا لأن ذلك من اختصاص المؤرخين - إذن ماذا؟ إنه صفحة إدانة وعرض لما جرى من علاقات ومعاملات غير متساوية (عنصرية) بين الجزائريين والفرنسيين، إنه (شهادة في نظر صاحبه، نزيهة مجردة من كل حقد وضغينة فيما يهم وطنه)، ولذلك لم نتناوله في كتب التاريخ.
وقد تعهد المؤلف أن يشرح لأبناء وطنه من الشباب الأسباب التي حدت به وبأمثاله إلى الثورة المسلحة بدل الوسائل السلمية والسياسية، للقضاء على (خرافة الجزائر فرنسية)، وهو يعتبر أن ذلك يخدم البلدين (الجزائر وفرنسا) معا، مستشهدا بمقولة (جان جوريس): إن الشجاعة هي البحث عن الحقيقة والجهر بها، وقد نوه عباس بفضل الثورة الجزائرية على المستعمرات الأخرى لأنها تحملت العبء الأكبر من التضحيات لتحطيم التنين الاستعماري، ولا سيما المغرب وتونس، ولولا الثورة الجزائرية لما تلفظ مسؤول فرنسي بكلمة استقلال. من أقسام كتاب (ليل الاستعمار) هذه العناوين: ما وراء الحركة الفرنسية.