والتثقيف، ثم ما يسببه من حيرة قول من يقول إنه جهاز المستقبل، أي أن هناك مشاكل تترتب على إدخال التلفزيون في كل المجتمعات بين الفائدة والمضرة (?).
ولكن التلفزيون لم يبدأ عمليا إلا سنة 1956 كما ذكرنا، وقد جاء في العدد 44 من مجلة (هنا الجزائر) أن هناك عددا من الأفلام سيشرع في عرضها، وكلها من إخراج فرنسي يدعى (راميتر) ما عدا فيلما واحدا أخرجه مصطفى بديع وهو فيلم المطاردة، أما باقي الأفلام وعددها أحد عشر فيلما، فمن عمل جزائريين، وهي:
العجائز - علي عبدون، الدجالون - غريبي، والجائزة الكبرى - مصطفى بديع، والخادم المحتال - التوري، اللص والعساس - بوعلام رايس، وموسيقى ساحرة - بوعلام رايس أيضا، والبطل - التوري، وتلمسان - بوعلام رايس، والبخيل - الطاهر رحاب، وفداء الشتاء، والدابة - تمثيل حسن الحسني (?).
وفي نهاية 1956 أقامت السلطات الفرنسية معرضا للتلفزيون هو الأول من نوعه في مدينة الجزائر حيث قيل إن آلاف الكيلوات من الأفلام والصور قد عرضت على الجمهور الزائر الذي بلغ أربعين ألف نسمة، وقد دام المعرض تسعة أيام، وشارك فيه فنانون جاؤوا من باريس، لقد كان التلفزيون حدثا جديدا مما جعل الناس، حتى أهل الريف يقبلون على زيارته لمشاهدة هذه البدعة المبتكرة، على حد تعبير مجلة (هنا الجزائر)، ومن الملفت للنظر أن الذي رأس الحفل هو روبير لاكوست الوزير الفرنسي المقيم في الجزائر والذي استغل أجهزة الإعلام لمهاجمة الثورة والكذب على الفرنسين بأن النصر على الأبواب.