وفي سنة 1952 أصبح هناك حوالي ثلاثمائة مدرسة حرة لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية ومبادى العلوم العصرية، ولكن ليس كل المدارس كانت على مستوى واحد من النظام والتطوير، وكانت جمعية العلماء بالأساس هي التي تشرف على هذا النوع من المدارس الحرة في حوالي 140 مدرسة من الثلاثمائة المذكورة، وكانت تسير بها حسب برنامج موحد ومنظم، وهي تضم حوالي خمسة وثلاثين ألف تلميذ، أي في المدارس المائة والأربعين (?).
وفي سنة 1953 تحولت المدرسة الثعالبية التي كانت في قلب القصبة إلى مدرسة حديثة تقع في ضاحية ابن عكنون (ثانوية عمارة رشيد حاليا) وأصبح اسمها المدرسة الفرنسية - الإسلامية وهي خاصة بالذكور، وقد تولى إدارتها الشيخ أحمد بن زكري، ومن شيوخها السيد محمد الحاج صادق الباحث والمترجم أيضا، أما البنات فقد خصصت لهن مدرسة جديدة بالقبة (حسيبة بنت بوعلي حاليا) ابتداء من سنة 1959، ومن شيوخها: ولد رويس، وعويسي المشري، ونور الدين عبد القادر .. وقد عاصرنا بعضهم يوم انتقلوا للتدريس في الجامعة بعد الاستقلال، أما معهد الدراسات العربية فقد كان موقعه جهة جامع كتشاوة بساحة الشهداء، وكان تحت إدارة المستشرق هنري بيريز إلى عشية الاستقلال (?).
إن التعليم العربي الحر، كما لاحظنا، كان مقصورا على التعليم الابتدائي، غير أنه يمكن القول إن هناك ما يشبه التعليم الثانوي الحر أيضا، وهذا النوع كانت تقوم به بعض الزوايا مثل زاوية الهامل وزاوية اليلولي وزاوية ابن الحملاوي ومعهد الحياة في ميزاب ومساجد الجنوب عموما، فهذه