مرحلة التهدئة التي تعني كبح المقاومة الشعبية ومراقبة أصوات المداحين. وقيل إن المنيمش كانت له ذاكرة قوية وصوت جميل، واستطاع أن يحفظ جميع النوبات أو القوالب الموسيقية، وأنه عزف على الآلات التقليدية وغيرها مثل القيثارة والرباب والكمنجة التي كان يفضلها على غيرها.

ومن تلاميذه محمد بن علي سفنجة الذي أخذ عنه رواني الفرنسي أول هذا القرن واعتبره (المعاجم) الأول في هذا الفن (?). وتوفي سفنجة سنة 1912، ودفن بضريح الشيخ الثعالبي. وكان سفنجة محل تقدير تلاميذه وجيله حتى أن صورته ظلت معلقة في قاعة الجمعية الموصلية تخليدا له. واستطاع سفنجة أن يجمع من حوله تلاميذ شيخه المنيمش، ومنهم عبد الرحمن سعيدي. وعند وفاة سفنجة خلفه سعيدي هذا، فواصل مع زملائه تلاميذ سفنجة، مسيرته في الحفاظ على التراث الموسيقي، ومنهم الشيخ زعيبق الذي كان يعزف أيضا على الكمنجة، ثم أحمد سبتي. ومن جيل سفنجة نذكر عبد الرحمن الأكحل ومحمد فخارجي، ثم تلاميذهما مثل عبد الرحمن بن الحسين وعبد الرزاق فخارجي. ومن تلاميذ قندين: أحمد سري ومحمد خزناجي. وهكذا جيلا بعد جيل. ونلاحظ أن بعض العائلات كانت تتوارث الفن الموسيقي، كما كانت عائلات أخرى تتوارث القضاء والتعليم والطب وبعض المهن الأخرى.

أما بالنسبة لتلمسان فقد أشرنا إلى أن الحاج العربي بن صاري كان من مواليد 1857، وأنه كان من تلاميذ الشيخ بوخلفة، وأن الشيخ ابن صاري قد واصل إدارة الفرقة مع تلاميذ شيخه، وهم عمر بخشي والبغدادلي والتريكي ويحيى بن دالي وأضرابهم. وقد ذكر السيد حشلاف عددا، من الفرق الموسيقية التي ظهرت في تلمسان ولكنه لم يذكر تواريخ إنشائها فلا نعلم هل هي من إنشاء هذا الجيل أو من إنشاء جيل آخر سابق: وهي فرقة نسيم الأندلس، وفرقة الهواء الجميل، وفرقة الهلال (مستغانم). وقد عرفنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015