الفرنسية. وكان ذلك سببا من أسباب ثورة أولاد سيدي الشيخ سنة 1864. وما كان بوعمامة إلا واحدا منهم. وقد حافظ بلخير على ولائه للقبيلة رغم ذلك وظل يتغنى بالبداوة والحرية والفروسية، كما كان يتغنى بها ثوار أولاد سيدي الشيخ الذين يسميهم الفرنسيون أحيانا (أولاد حمزة). وقد مجد الشاعر بلخير بطولات الثوار واستغاث بعبد القادر بوسماحة (سيدي الشيخ) ليخلصه من محنته.
ومن سوء حظ محمد بلخير أنه وقع في أسر العدو الذي نفاه إلى جزيرة كورسيكا حيث بقي حوالي عشر سنوات (1884 - 1894) غريبا عن الأهل والوطن. وطالما روض السجن الأسود. وكم قتلت قلعة (كالفي) وقلاع (سان مرغريت) وكاليدونيا وغيرها من أرواح جزائرية كانت متفائلة مبتسمة. وكم كان الفرنسيون يخشون من الشعراء ومن الثوار! ثم سمح له بالرجوع إلى وطنه والموت بين أهله سنة 1905 ولكن بعد أن تغير الحال به وببلاده (?). فقد احتل الفرنسيون مناطق الجنوب ومدوا السكة الحديدية وأسكنوا الكولون على أراضي أولاد سيدي الشيخ واستعملوا المحراث الآلي، فأصبح يشق صدر الأرض أمام أعين مالكيها السابقين. ولكن أشعار بلخير ظلت في فم المنشدين لأنها محفورة في الذاكرة الشعبية التي تتأتى على المحراث والقطار وغيرهما من المخترعات والمستوردات.
وعرفت الجزائر شعراء ثورات آخرين، منهم بوديسة، شاعر وقائد