الذي كان سيبدأ من زاوية صدوق لو نجحت الثورة. ونحن نشك في هوية الشاعر الذي أورد له رين القصيدتين، أولا لأنه مجهول، ولم يذكر رين نفسه اسم الشاعر، وثانيا لأنه يقول إن القصيدتين قد أرسلتا إلى الحاكم العام الجديد عندئذ (وهو الأميرال ديقيدون) سنة 1872، أي عندما كانت الثورة في آخر نفسها. وذكر رين أيضا أن القصيدتين قريبتان مما نشره الجنرال هانوتو سنة 1867 في كتابه (قصائد شعبية لقبائل جرجرة). وكل ذلك يجعلنا نشك في صدق المعنى السياسي الذي أراد رين إضفاءه على القصيدتين.
وما دام غرضنا هو الشعر نفسه وليس موضوعاته وصدقه أو كذبه، فلنذكر هنا بداية النص الذي أورده رين:
أون يغران دت لجدول ... القوليو يد اعقر
ابيغ جاحن لقبايل ... أروح ومل أذثا لكسر
وبناء على رين فإن الشاعر وقف ضد أحمد بومزراق المقراني لأنه خدع الشعب، لذلك اعتبره الشاعر رجله مجنونا، واعتبر الشيخ الحداد قد ارتكب جريمة بدعوته للجهاد، فهو أيضا مفسد للدين بدل إصلاحه. وتحدث الشاعر كذلك عن حالة زواوة مع الفرنسيين وكيف كان خضوع الشيخ الحداد سببا في خضوع أهل الجبال (?).
أما بالنسبة لإسماعيل الزيكي (أزيكيو) (?)، فإنا نجد أنفسنا أمام شاعر يتحدث عن ثورة 1871 بأسلوب آخر. فهو شاعر يمثل روح الزواويين حقا، في ثورتهم الآملة، وفي نهايتها الفاشلة، وفي تطلعاتهم الآجلة. لقد تقمص روح قومه. فذكر الأولياء والصالحين، والرسول وعبد القادر الجيلاني،