صديق الأمير وخليفته على تلمسان. وكان ذلك في شهر نوفمبر 1847 عندما انغلقت كل السبل أمام الأمير وأصبح محاصرا بالجيش الفرنسي والجيش المغربي. فالقصيدة كانت في وداع الوفد والفراق. وكأن الأمير يقرأ الغيب، لأن البوحميدي لم يرجع إليه، فقد توفي في فاس في ظروف غامضة. ومات كذلك عضد الأمير الآخر، وهو محمد بن عيسى البركاني في تازة (المغرب)، وهكذا بقي الأمير وحيدا، تقريبا. وقد حصل المستعرب ف. باتورني على نص القصيدة ونشرها مع بعض الملاحظات (?).

وللأمير أشعار متفرقة ضمها مجموع مخطوط كان في حوزة محمد الشاذلي في قسنطينة وانتقل منه إلى مكتبة الشيخ المولود بن الموهوب. وفي تحفة الزائر نماذج أخرى من شعره، كما أن ابنه ذكر له في (نخبة عقد الأجياد) قصيدة البدو والحضر، وكذلك في كتاب (المواقف) أشعار أخرى له. ولا شك أن في مراسلات الأمير أثناء المقاومة وبعدها أشعارا أخرى. ولو جمع كل ذلك لجاء في ديوان كبير، وشمل مختلف الأغراض التي طرقها الأمير.

أما ديوانه المتداول فقد احتوى كما قلنا على بعض شعره (?). ومهما كان الأمر فقد رتبه ابنه على عدة أغراض. وإذا صح أن الأمير بدأ نظم الشعر مبكرا (15 سنة) وأنه نظم في الزلزال والثورة التجانية، فمن الممكن أن نزعم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015