الزاهري والبشير الإبراهيمي وأحمد توفيق المدني وآخرون (?). وهكذا احتل ابن شنب مكانا مرموقا في حياة الأدب واللغة والتراث. وستبقى للأجيال اللاحقة كلمة أخرى فيه.
دراسة هذا الأدب غير داخلة في مخطط الكتاب، وإنما نتعرض له باعتباره جزءا من التراث الجزائري خلال مرحلة معينة وشاذة، وكنا تعرضنا قبل هذا إلى بعض آثار المستشرقين الفرنسيين. إننا هنا نسجل ما حدث لجيل من الجزائريين وقع فريسة للمدرسة الاستعمارية فحولته من تراثه إلى تراثها ونقلته من عالمه إلى عالمها. وهو جيل لعب مع ذلك، دورا في الثقافة والسياسة ونحوهما، وها هو الآن ينقرض لتعود الأمور إلى نصابها وتتصل حلقة الأجيال ببعضها وتنطلق الوحدة الثقافية بين الجزائريين، وهي الشرط الأساسي للإبداع الوطني.
ومراحل التأثر باللغة الفرنسية ثلاث على الأقل، من 1830 إلى 1880، ولا نكاد نجد فيها تأثيرا فى ميدان الكتابة، لا فى المقالة ولا فى الرواية ولا في غيرها. وخلالها وقع انفصام بين الشعبين وإهمال للمدرسة والتعليم. ولا نكاد نجد اسما جزائريا كتب أو ألف عملا بالفرنسية خلال هذه المرحلة. وما وجد من بعض الآثار كان مترجما من العربية مثل كتاب المرآة لحمدان خوجة، ومذكرات بوضربة والحاج أحمد وعبد العزيز الحداد. وهكذا مرت خمسون سنة على الجزائريين هي سنوات التجهيل بالعربية والفرنسية معا.
والمرحلة الثانية تمتد من 1880 إلى 1920، وقد شهدت ظهور كتاب