وقتهما. ونعرف من مصادر أخرى أن أحمد الأكحل كان من الأدباء أيضا، وله شعر رائق. وامتاز تقريظه بالجمع بين النثر والشعر، وغلبة الطابع الديني والتكلف، ولعل تقدم السن والوظيفة (كان عند الكتابة يشتغل بوظيفة صاحب التوقيت في الجامع الكبير بالعاصمة). وهذه بعض العبارات: (بعد مستوجب الحمد مستمطر من سحب جوده غيث الخير الأعم، وبشكر مستحق الشكر نستهل من ينبوع كرمه مزيد المبرات والنعم، وبالصلاة والسلام على أشرف نبي عدنان، روح الوجود وسيد الأكوان ... أما بعد، وفي كل ركب بنو سعد، فإن من منن الله جلت حكمته، وتوالت بالحمد والشكر نعمته، وجود سيد شريف، ذى قدر منيف، ضم تالد الشرف إلى طارفه، ولبس من ثياب المجد أحسن مطارفه، ألا وهو الأستاذ الهاشمي بن بكار، من هو إلى الأعمال الصالحات بكار ...).

وبعد مقدمة على هذا المنوال الذي يذكرنا بأسلوب القدماء، أورد قصيدة صوفية في روحها وتقليدية في أسلوبها. يقول فيها:

إن ترد ترقي إلى أوج الجمال ... فارق بالروح إلى مأوى الكمال

حيث تلقى زمرة قد أدركت ... ما سوى الباري خيال في خيال

بالتسابيح نشاوي حول عرش ... المجيد المتجلى ذى الجلال

راحة الأرواح زهد وتقي ... راحة الأرواح ذكر وابتهال

ونلاحظ أن الأبيات، وقد اختصرناها، لم تذكر من قريب أو بعيد اسم الشيخ الهاشمي بن بكار. وفي آخر النص جاء أن أحمد الأكحل من آل خليفة الشارف صاحب الضريح بعرض صبيح، وأنه كتب التقريظ في العاصمة في فاتح رجب سنة 1380 (1960) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015