وقال ابن بكار عن نفسه إنه من الأشراف، وأنه حسيني، بالإضافة إلى كونه راشديا غريسيا، وكان من أتباع الطريقة الطيبية الشاذلية. وقد سبق للطيب بن المختار أن ذكر بعض أجداده، وأكد ابن بكار أن التاريخ من أبرز العلوم، وعرفه تعريفا قديما غامضا، فقال إن جهابذة كل أمة وطبقة من الأجيال قد اعتنت به، ولكنه لاحظ، عن حق ربما، أن أهل زمانه قد فقدوا الاهتمام بالتاريخ والأدب، وأخبار الأوائل والنسب. (وعطلت فيه (أي الزمان) مشاهد العلم العربي ومعاهده). وقد دفعه إلى نشر الكتب المذكورة الخوف عليها من الضياع إذ أن طبعها ينقذها من الإهمال والتلف. وقال إن هدفه من ذلك هو (خدمة للعلم والدين والوطن) (?).
15 - ذكر الشيخ محمد السعيد الزواوي (أبو يعلى) سنة 1947 أن له كتابا بعنوان أصل البربر بزواوة. وقد كتب ذلك بعد علاجه في مقاله لمسألة البربر والمازيغية تعليقا على ما نشره السيد محمد المهدي بن ناصر التونسي حول الموضوع. وأكد الزواوي أن أصل البربر من حمير وأنهم عرب قحطانيون أو عرب عرباء. ورجع إلى خبرته (وهو منهم) وإلى نسابتهم، ثم إلى المؤرخين المسلمين أمثال ابن حزم وابن خلدون، بالإضافة إلى المدني والميلي (?).
ولا ندري إن كان (أصل البربر بزواوة) هو نفسه الكتاب الذي ألفه الزواوي سنة 1918 بالقاهرة وطبعه في دمشق، سنة 1924 بعنوان (تاريخ الزواوة). ومهما كان من أمر فإن أصل هذا الكتاب هو المشروع الذي فكر فيه الزواوي منذ 1912 حين كان يعمل بالقنصلية الفرنسية بدمشق (?). وقد كتب المشروع وأرسله إلى الشيخ طاهر الجزائري الذي كان لاجئا في مصر،