الماسوني، كما سنرى، كانوا من الضباط البارزين في الجيش الفرنسي، ثم تغلب الأعضاء البرجوازيون في المحفل على عدد العسكريين.

ومن جهة أخرى كانت الماسونية نسخة وفية من بعض الأديان ومن المسيحية وتعاليمها الفاضلة، كما قيل. وقد خاطب عضو بارز في (محفل بيليزير) الذي سنتحدث عنه، زملاءه قائلا: (إن الماسونية ليست سوى التطبيق الفعلي لتعاليم المسيح (عليه السلام) الفاضلة: (إن كلكم أخوة والله هو خالقكم). وقد علق السيد ياكونو بأن الماسونية كانت تريد أن تكون مدرسة للأخلاق في الأساس، ولكنها أخلاق دينية، وبالضبط هي الأخلاق المسيحية (?). ويبدو لنا أن الماسونية، وإن كانت في ظاهرها مسيحية فإنها مؤسسة على تعاليم أخرى ومنها اليهودية، ولكنها كانت مغلفة في المسيحية لأنها كانت هي الدين المقبول في أوروبا عندئذ.

ومنذ توطنت الماسونية في الجزائر عملت، كغيرها من المؤسسات الاستعمارية، على محو الحضارة العربية الإسلامية وتذويب القيم الشعبية في الحضارة الأوروبية (الفرنسية)، وأقامت دعوتها، كغيرها أيضا من التيارات الواردة، على أن الجزائريين كانوا برابرة متوحشين، وأن أمامها هي مسؤولية عظيمة، وهي دمج المنهزمين (الجزائريين) في المنتصرين. وقد اعتبر الماسونيون أن الحملة الفرنسية نفسها بركة وسعادة، وأنها قد نزلت على الأرض البربرية باسم الحضارة والتقدم والتسامح (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015