زمنه مؤرخ الجزائر. ويقول نقاده إنه أخذ أفكاره عن غيره وهي أفكار جاهزة، بل أخذ نصوصا كاملة، وإنه أخفى مراجعة المطبوعة فلم يشر إليها. وكان روسيه قد بدأ بنشر كتابه في مجلة (العالمين). ثم ألف ألفريد نيتمون تاريخ احتلال الجزائر، ثم (طابلو) عن الاحتلال أيضا، إلى 1848، اختصر فيه الكتاب الأول تقريبا. كما أخذ بعضهم جوائز على التأريخ للجزائر والحملة. ومنهم أيضا ثورو- دانجون الذي أرخ لمملكة جويلية، ثم توالت كتب (التاريخ) الفرنسية في عهد نابليون الثالث. وتولى العسكريون في أول الأمر مسؤولية الكتابة، ثم جاء المدنيون مع تأسيس نواة الجامعة في الثمانينات. ومن أبرزهم في القرن العشرين: ايسكير، وايمريت، وايفير، وأزان (وهو عسكري)، وغزال، وجوليان، إضافة إلى من أرخ للجزائر في مختلف العصور (?). أما ما يسمى (بالتاريخ الشعبي) فهو غزير، وكان مطلوبا للرأي العام الفرنسي الذي كان يتطلع إلى المعرفة، فألفت له كتب عن بوجو والأمير وأخرى عن المعارك والتهدئة، وبعضها عن الطرق الصوفية، وأخرى عن القبائل العربية والبربرية، والحضارات القديمة، وعن الإسلام، ثم عن الاستعمار وأنصاره من كلوزيل إلى بوجو، إلى ليوتي (?). أما الشعب الجزائري فقد كان غائبا في الكتابات الفرنسية، فهو موضوع ولكنه غير مخاطب بأي خطاب، فكان الحديث عنه وليس له.

كنا تحدثنا عن إيزابيل ايبرهارد في مناسبات أخرى مثل الطرق الصوفية، وذلك لعلاقتها بالقادرية أوائل هذا القرن. وكان مجيئها إلى الجزائر يغطيه غبار كثيف، هل هو للجوسسة لصالح ألمانية كما أشارت الأجهزة الفرنسية؟ هل هو لمعرفة قتلة الماركيز دي موريس Morres؟ هل هو للشهوة الجنسية والمغامرة؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015