وكان الفرنسيون يميزون بين الجزائري المسلم وغيره. فهم لا يسمحون للجزائريين بتولي نفس الوظائف التي للفرنسيين، سواء في الجيش أو في الإدارة أو في التعليم أو في القضاء. والفرقة الاحتياطية هي التي يسمح فيها للجزائريين بالدخول. وكان بعض الجزائريين الذين دخلوا ميدان الترجمة من المتجنسين أيضا. وقد ذكر فيرو عددا منهم. والتحق آخرون بميدان الترجمة بعد تأليف كتابه (أي فيرو). والتجنس بالجنسية الفرنسية لم يجعل هؤلاء الجزائريين مع ذلك على قدم المساواة مع الفرنسيين.

وقد ذكر فيرو ثلاثة من المتجنسين (?)، وهم: أحمد بن الفكون، وموسى الشرقي، وفرج نقاش. ومن بين هؤلاء واحد فقط معروف العائلة والنسب وهو ابن الفكون. أما الآخران فلا ندري أصلهما العائلي. وأما ابن الفكون فسنتحدث عنه في فقرة أخرى ضمن الذين ترجموا من الفرنسية إلى العربية. وأما فرج نقاش فقد قال عنه فيرو إنه من مواليد قسنطينة سنة 1822 وأصبح مترجما عسكريا منذ 1843، وعمل في فرقة الصبائحية، ثم تقاعد سنة 1873. ووصفه فيرو بأنه كان فارسا مغوارا، وجرح في الحرب وحصل على وسام. وذلك يدل على أنه حارب مع الفرنسيين ضد المقاومة. وأما موسى الشرقي فقد ولد بالجزائر سنة 1820، وحصل على الجنسية الفرنسية سنة 1860، أي قبل صدور القانون المشيخي الخاص بذلك سنة 1865. وأصبح مترجما مند 1846، وكان ما يزال حيا عند نشر فيرو لكتابه (سنة 1876) (?).

ومن جهة أخرى هناك مترجمون ذكرهم فيرو ولم يتحدث عن تجنسهم بالجنسية الفرنسية، وهم إسماعيل بن مهدي البجائي وحسن بن محمد الجزائري (مدينة الجزائر)، والطاهر بن النقاد القسنطيني. فقد وصف إسماعيل بن المهدي بأنه مترجم عسكري احتياطي سنة 1870، ولكنه استقال من ذلك بعد أربع سنوات، وكان سنة 1876 مترجما قضائيا. ونحن نفهم أنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015