من النشاط العلمي - الثقافي الذي تميز به العهد الفرنسي الأبحاث التي قامت بها مختلف اللجان والجمعيات. وكان هذا النشاط قد بدأ منذ أوائل الاحتلال واستمر إلى آخر عهده. وإذا كان في العهد الاستعماري ما يحمد عليه فهو البحث المستمر في مختلف المجالات، في شكل جماعي، مما ساعد على إخراج موسوعات ذات قيمة تاريخية لا تفنى بسهولة. وتشمل هذه الأعمال الجماعية مشروع (اكتشاف الجزائر العلمي) ومشروع الاحتفال المئوي بالاحتلال، وبحوث جامعة الجزائر بمختلف مدارسها وكلياتها ومعاهدها، ولجنة دراسة الأوضاع الاسلامية، ولجنة ترجمة الكتب العربية إلى الفرنسية، وكذلك لجان التحقيق في أوضاع الجزائر مثل لجنة 1833 - 1834، ولجنة 1891 - 1892.
ونذكر كذلك أعمال الجمعيات التاريخية والعلمية التي أصدرت بدورها مجلات دامت عدة عقود، كالجمعية الأثرية (قسنطينة)، والجمعية التاريخية (الجزائر) والجمعية الجغرافية (وهران) (?) الخ. ولا بد من التنويه بمنشورات (المستكشفين) عبر الصحراء والمناطق النائية التي ظهر فيها العلم والدين والسياسة متلازمين. وقد قام المستشرق اللامع في وقته، رينيه باصيه، بكتابة تقرير سنة 1920 عرض فيه ما سماه (نشاط فرنسا العلمي في الجزائر وشمال أفريقيا) وتحدث فيه عما قامت به كلية الآداب بالخصوص من أعمال ومنشورات في خدمة العلوم واللغات والآداب (?)