قسم غنائم اليرموك وكان زيد يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويكتب له الرسائل، روى عنه أنه قال: أتى بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة، فقيل هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه، فأعجبه ذلك، فقال: تعلم كتاب يهود فإني ما آمنهم على كتابي، ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حذفته، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له.
وهو الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر، وقال له أبو بكر: إنك شاب عاقل، لا نتهمك، وكان زيد من علماء الصحابة الأجلاء، يؤمه الناس في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض.
عن الشعبي قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب فأمسك ابن عباس الركاب؛ فقال: تنح يا ابن عم رسول الله، قال: لا، هكذا نفعل بالعلماء والكبراء، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفرضكم زيد"، ومات رضي الله عنه سنة خمس وأربعين على إحدى الروايات، وهو قول الأكثر.
وقال أبو هريرة حين مات: "اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا" ولما مات رثاه حسان بقوله:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمعاني بعد زين بن ثابت