وجسده؛ فقالوا له: هذا الذي خشيناه عليك، فقال: ما كان أعداء الله أهون على منهم الآن، ولئن شئتم لأعاودنهم بمثلها غدا، قالوا له:. حسبك فقد أسمعتهم ما يكرهون.
وهاجر ابن مسعود الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها، وإذا كان أبو جهل قد ضربه في البيت الحرام عندما قرآن القرآن؛ فلقد كان الإجهاز على أبي جهل في بدر بيد ابن مسعود، وقال له وقد أعلى صدره، ها قد أخزاك الله يا عدو الله، فقال: ها أنت ذا يا راعي الغنم؟ لقد ارتقيت مرتقى صعبا.
وكان ابن مسعود يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يفارقه، وهو صاحب نعليه وسواكه وطهوره، وعن أبي موسى قال: قدمت أنا وأخي من اليمن وما نرى ابن مسعود إلا أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل لحذيفة: حدثنا بأقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم هديا ودلا1 نلقاه فنأخذ عنه، ونسمع منه؛ فقال: كان أقرب الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى، أخرجه البخاري والترمذي، والمحفوظون: الذين حفظهم الله من تخريف أو تحريف في قول أو فعل.
وكان لهذه الصحبة أثرها في علم ابن مسعود وفقهه، يقول رضي الله عنه:
والله ما نزل في القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، ولو أعلم أحدا تمتطي إليه الإبل أعلم مني بكتاب الله لأتيته، وما أنا بخيركم.
وكان يقول: أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سعبين سورة. روى ذلك البخاري ومسلم والنسائي.