البسطامي اعاد الله من بركاته اقمت فِي مقَام الزّهْد ثَلَاثَة ايام وَفِي الرَّابِع قطعته فزهدت فِي الدُّنْيَا فِي الْيَوْم الاول وَفِي الْآخِرَة فِي الْيَوْم الثَّانِي وفرغت قلبِي من غير الله فِي الثَّالِث فَلم اجد فِي الرَّابِع فِي قلبِي غير الله قَالَ فَسَأَلت القاريء وَهُوَ الشريف السمهودي الْمُقِيم الْآن بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة إِذا فرغ قلبه من الدَّاريْنِ فَمَا هُوَ الَّذِي فعله فِي الْيَوْم الثَّالِث قَالَ فَمَا استحضرت لَهُ جَوَابا فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت ابا يزِيد فِي النّوم وحصلت مِنْهُ مهابة عَظِيمَة ثمَّ سَأَلته عَن هَذِه الْمقَالة فَأجَاب بقوله الْمقَام فَلَمَّا استيقظت اراد ان نزهد فِي معالم الزّهْد وَعبر عَنهُ الصُّوفِيَّة الزّهْد فِي الزّهْد فَلَا نلحظه وَوَقع فِي هَذَا الْمجْلس محاضرات كَثِيرَة يطول ذكرهَا وَالْحَمْد لله
وَقد تَتَابَعَت الامطار بِحَمْد الله ثَلَاثَة ايام بلياليها إِلَى رَابِع عشره بعد ان كَانَت تباطأت وارتفع السّعر والقمح الْآن بمائتين وَالشعِير بِمِائَة الا انه قَلِيل جدا
خَامِس عشره وصل برهَان الدّين واخوه فرج ولدا المرحوم شادبك الجلباني من بِلَاد الْعَجم ذَهَبُوا إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد عقب موت والدهم وجماعتهم إِلَى هَذِه الايام آمنُوا وجاؤوا
وَفِيه تتَابع سفر الْعَسْكَر بِدِمَشْق إِلَى نَاحيَة حلب فسافر دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق ونائب طرابلس اركماس ونائب صفد بردبك وحاجب الْحجاب بِدِمَشْق والاتابكي بِدِمَشْق قرقماس وَغَيرهم من الامراء والاجناد
سادس عشره وصل نَائِب غَزَّة قراجا وَتوجه إِلَى نَاحيَة حلب ايضا وَوصل الْخَبَر بِأَن عَسَاكِر من مصر خرجت آتِيَة للمهم الْمَذْكُور