لخروجهم عن عبادتهم، ولو تركتني أباشرهم (?) على ما دعوتهم كان أحرى في خبرتك بهم وأنفع فيما يحتاجون إليه منهم ومن غيرهم، وتكون أنت [وادعا] (?) في قصرك لا يصل منهم أحد إليك ولا غيرهم إلاّ في الأوقات التي ينبغي، فإنّ ذلك أحبب (?) لك وأسدّ لأمرك وأقرب لما ترجوه من تمامه وكماله. فاستراب المهديّ بكلامه، وساء ظنّه (?)، وزاد في انحرافه عنه، وخبث أبو العبّاس جماعة من الدّعاة ومن وجوه كتامة وأوقع في نفوسهم الشّبهة في المهديّ، وكاشفه مقدّم الدّعاة (?) بالنّفاق وقال للمهديّ: إنّا قد شككنا فيك فآتينا (?) بآية إن كنت المهديّ (?) كما تزعم لنصدّقك، فامتعض من قوله وقتله، فاستحكم حينئذ سوء ظنّ أبي عبد الله، وتأكّدت الوحشة في نفسه وفي نفس أبي العبّاس أخيه، وفي نفوس جماعة من وجوه كتامة، وعوّلوا على إعمال الحيلة على المهديّ (إن أخرج أكثرهم) (?) وواطأهم على ذلك أكثر (?) كتامة، فتلطّف المهديّ إلى أن أخرج أكثر (?) الأعمال والبلدان وفرّق جمعهم (?) وأذعن إلى ثقاته (?) بقتل أبي عبد الله وأبي العبّاس، فخرجا يوما يريدان نزهة على عادتهم، فقتلا جميعا (?) في نصف جمادى الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين، وقتل أيضا جميع القوم الذين عهدوا بالمواطأة له في البلدان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015