قال مؤلّف هذا الكتاب وجامعه: إذ قد ذكرنا موت القائم بأمر الله ومدّة خلافته فيجب أن نذكر موت ابنه أبي محمد عبد الله ومدّة خلافته أيضا، ونقدم قبل ذلك ذكر مولده ونسبه (?) ونشرح كيف كان ظهوره وقيام دعوته، ونورد جملا من أخباره، إذ كان أوّل الخلفاء العلويين والأيمة الفاطميين،
وهو عبد الله المنتهي نسبه إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وأصله بالمشرق، وميلاده كان بسلمية، وقيل ببغداد في سنة ستّين ومائتين. وكانت تربيته ونشوه بسلمية، ولمّا ترعرع سيّره أبوه أعني أبو المهدي (?) إلى اليمن في سنة ثمان وسّتين ومائتين، والمهديّ يومئذ طفل عمره ثمان سنين، واسم الداعي أبو القاسم الحسن بن الفرج (?) بن جوشب (?) بن دادان الكوفي، وسيّر معه تبعا له أبا الحسن بن الفضل (?)، فقصدا جميعا بلدا في اليمن يعرف بلاعة (?) وأقاما يدعيان سنتين سرّا،