وكان بعد وفاة تاوفيلس بطريرك بيت المقدس صيّر الحاكم قسّا نجّارا من أبناء الروم العبيد اسمه نيقيفور ممّن كان يخدم بقصره برسم التجارة بتوسّله إليه بطريركا على بيت المقدس، وكان له ابن وبنت، وسار إليها وصلّي عليه بها يوم الأحد عاشر تموز سنة 1331 وهي سنة إحدى عشرة وأربعمائة (?)، فعاد الآن إلى مصر وطالع الحاكم باستقامة قوم من المسلمين له ولمن يجتمع من النّصارى للصلاة في عرصة القيامة واعتداءهم (?) عليه،
والتمس منه سجّلا بالحماية والصّيانة وحفظ الكنايس الباقية ببيت المقدس والديارة التي هي خارجة عنه، وكنيسة لدّ، والإنعام بردّ أوقافها، فكتب له سجلا:
«بسم الله الرحمن الرحيم أمر أمير المؤمنين بكتبة (?) هذا المنشور لنيقيفور بطريرك بيت المقدس بما رآه من إجابة رغبته وإطلاق بغيته من صيانته وحياطته والذّبّ عنه وعن أهل الذّمّة من نحلته وتمكينهم من صلواتهم على رسومهم في افتراقهم واجتماعهم، وترك الاعتراض لمن يصلّي منهم في عرصة الكنيسة المعروفة بالقيامة وخربتها على اختلاف رأيه ومذهبه، ومفارقته في دينه وعقيدته، وإقامة ما يلزمه في حدود ديانته، وحفظ المواضع الباقية في قبضته داخل البلد وخارجه والدّيارات، وبيت لحم، ولدّ، وما برسم هذه المواضع من الدّور المنضوية إليها، والمنع من نقض المصلّبات بها، والاعتراض لأحباسها المطلقة لها، ومن هدم جداراتها وسائر أبنيتها إحسانا من أمير المؤمنين إليهم، ودفع الأذى عنهم وعن كافّتهم، وحفظا لذمّة الإسلام فيهم، فمن قرأه أو قريء عليه من الأولياء، والولاة، ومتولّي هذه النواحي، وكافّة الحماة، وسائر المتصرّفين في الأعمال، والمستخدمين، على سائر منازلهم، وتفاوت درجاتهم، واستمرار خدمتهم أو تعاقب نظرهم في هذا