تاريخ الانطاكي (صفحة 330)

[الحاكم يفرض الإفراد في الرقاع المرفوعة إليه]

وتقدّم ورسم أن يكون عدد أسطر الرقاع التي ترفع إليه إفرادا، وأن يكون وقوف من يسلّم عليه أو يسأله حاجة من جهة اليمين منه خاصّة (?)، وربّى (?) شعره إلى أن (طال ونزل) (?) على أكتافه، وامتنع من تقصيصه ومن تقليم أظافره، وغيّر الثياب الصّوف البيض (?) التي يلبسها بسواد، والعمامة الزرقاء بسواد، وصار يلبس الكسوة الواحدة المدّة الطويلة إلى أن تتلبّد (وتتلكّد) (?) بما ينالها ويتداولها من العرق الدائم ويعلوها من الغبار المتّصل.

وواصل تدوير (?) الصحارى والفيافي، وقصد الجبل المقطّم والإنفراد بنفسه عمّن معه من الركابيّة، وتأخّرهم على بعد منه (?) كثير والتمادي في السير وحده إلى حيث يريد، ويعود إلى الموضع (الذي فيه) (?) الركابيّة المنتظرة له.

ويقال إنه كان في انفراده بنفسه في الجبل يتغوّث إلى الله تعالى أن يناجيه ويوحي إليه كما ناجى موسى وأوحى إليه وإلى غيره من أنبيائه.

وصارت حاله غير بعيدة من حال بختنصّر ملك بابل الذي حكى دانيال النّبيّ الصّادق عنه أنّ البراري صارت مأوى له كالوحوش،

[الحاكم يربّي شعره ويطيل أظافره ويلبس الكساوي الملبّدة]

وزادت أظافيره (?) فشبّهت مخاليب العقاب، وطال شعره كالأسد (?) جزاء على إبادته هيكل الربّ الأورشليمي (واستباحته آلة القدس، وتشريده الشعب الإسرائيلي إلى الغربة) (?). وكان سبب بغيته (?) في جميع ما يقصده من هذه الفعال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015