أشرطه لهم ووعدهم به من الإقطاع والإحسان (?) وغيره، فدافعهم عنه
فتسلّطوا على بلد حلب، وقاتلوا ابن لؤلؤ وضيّقوا عليه تضييقا شديدا، وعجز عن مقاومتهم، وأظهر (?) لهم رغبته في استقامة الحال بينهم وبينه، واستدعى دخول أمرائهم ومقدّميهم إلى حلب ليحضروا طعامه ويوقّع لهم بالإقطاعات، فدخل منهم زهاء سبعمائة رجل (?) (فيهم جميع) (?) أمراء بني كلاب وذو (?) الرئاسة والشجاعة منهم،
وتقدّم بأن يعدّ [لهم] (?) طعام (?) وينضّد سماط (?) ليحضروه، ومع حضورهم داره طالبوه أن يقدّم إنجاز أمورهم ويريح عليهم (?) من التوقيعات، فقبض بالحال على جميعهم وأمر ببذل السيف فيهم، فقتل في الوقت جماعة منهم، وحمل أمراءهم إلى القلعة، وحبسهم فيها متفرّقين مثقلين بالحديد، وأودع الحبوس (?) باقيهم، وذلك يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة.
وجفلت (?) بقيّة (?) البادية بالبيوت من ظاهر حلب، ولبثت العرب المقبوض عليهم في الحبوس سنتين، وقتل ابن لؤلؤ جماعة من وجوههم، ومات كثير منهم في (?) الضيقة والضرّ. واصطنع قوما منهم وأطلقهم في شوّال سنة ثلاث وأربعمائة.