تاريخ الانطاكي (صفحة 282)

متوافر بالقراءة الملحّنة، وبالنغمات المعلنة، والصّلبان المشهورة ووقيد الشمع (?) إلى شاطىء النيل بباعوث، ويصلّون، معلنا كلّ طريقهم، ويخطب الأسقف المرأس عليهم (على الشاطىء) (?) بالعربيّ، ويدعون للسلطان ولمن شاؤوا (?) من خواصّه، ويرجعون إلى بيعتهم (على تلك الهيئة) (?)، ويتمّمون بها صلواتهم. وحضرهم الحاكم في كثير من الأعوام متنكّرا وشاهدهم، وكان لأهل مصر وأهل الملك (?) والمذاهب بمصر في هذا العيد من الطّيبة والفرح ما لا يكون لهم في غيره من أيام السنة وأعيادها، فمنع الحاكم الكلّ في سنة أربعمائة من جميع ذلك، وألاّ يتعرّض أحد من سائر الناس كافّة إلى فعل شيء من ذلك في تلك الليلة، (وذلك إلى اليوم) (?)، وأن يعرض عنه ويصرف عن ذكره، ويجري مجرى سائر الأيام، ولا يستعدّ له ولا يحفل به.

[هدم دير القصير بالجبل المقطّم وكنيسة دمياط]

ورسم أيضا في يوم الثلاثاء في ثامن (?) شهر رمضان سنة أربعمائة بهدم دير القصير (?) وهو دير للملكيّة في الجبل المقطّم مبنيّ على قبر القدّيس أرسانيوس، ولينهب جميع ما فيه، وكان أرسانيوس بطريرك الإسكندرية يومئذ مقيما فيه متعبّدا، وأخرج عنه مع كلّ من كان يسكنه (?) من الرهبان. وكان أرسانيوس البطريرك قد أحاط على الدّير سورا منيعا وعمّره وجدّده، وأنشأ فيه (?) أبنية كثيرة، فهدم جميعها وخرّب الدير. وكان للنّصارى الملكيّة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015