فلنرجع الآن إلى ما كنّا فيه من التاريخ.
وانتهت زيادة النّيل في سنة سبع (?) وتسعين وثلاثمائة إلى أربعة عشر ذراع وستّة عشر إصبع (?)، وانصرف (?)، فاضطربت الأسعار بمصر من الحنطة وسائر الحبوب [والأقوات] (?) وتزايدت (?).
واقترن بغلو (?) السّعر أمراض حادة (?) ألمّت بالناس وعلل وأوبئة ألقت خلقا من أهل مصر (?).
وحدث بمصر مطر عظيم، وسقط برد كثير في الليل في شهر (?) رجب سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. ولم يزل إلى وقت مغيب الشّفق. وبعد رقدة من الليل نزل من الجبل سيل عظيم إلى القاهرة، وطرح بالحارة المعروفة كانت بالروم، ثم عرفت (?) بالكتاميين زهاء ثلاثمائة دار، ومات تحت الردم عدد متوافر من الناس، وطرح أبنية من قصر الخلافة ومواضع عدّة من حارة عبيد الشرا. [وقتل أيضا من الناس عدد كثير] (?).
وكان رسم النّصارى في بيت المقدس جاريا في كلّ عام بحمل شجرة [عزيمة] (?) من شجر الزيتون في عيد الشعانين من الكنيسة (المعروفة) (?)