المكان الذي بايعه [العرب] (?) البربر فيه، وتحارب العسكران ثلاثة أيام متوالية [وذلك في ذي القعدة سنة 395] (?) فقتل أكثر من في عسكر ينال (?)، وأخذ ينال (?) أسيرا وقتل، وتتبّعت العرب من نجا من عسكره، فلم يبقوا على واحد ممّن ظفروا به، فلمّا اتّصل ذلك بأهل برقة من العسكريّة والرعيّة، معما كانوا فيه من الضّعف والحصار لم يستطيعوا المقام بها، فهربوا وهرب صندل الوالي، وركبوا البحر، فتوجّه بعضهم إلى مصر، وقصد بعضهم طرابلس المغرب [في البحر] (4). ودخل الوليد بن هشام المدينة يوم الأربعاء ثالث ذي الحجّة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وأظهر فيها مذهبه وهو مذهب السّنّة [من مذاهب القوم] (?)، وسمّي بأمير المؤمنين الناصر لدين الله، وضرب ذلك على سكّته، وأقام الدعوة لنفسه، ولقّبه أهل مصر بأبي ركوة، ووضع يده على نعم أهل برقة وأموالها وحازها، ولقوا منه شدّة شديدة (?).
وكان ببرقة وفي سائر المغرب في تلك السنة غلاء عظيم ووباء شديد حتى فقد الخبز ببرقة (?).
وفي أوّل ليلة من رجب سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة هاجت ريح شديدة بمصر في الليل حتى استغاثت الناس إلى الله عزّ وجلّ، وكان يرى في أركان السماء حمرة شديدة كالنّار الملتهبة. وحدث يوم الجمعة ثالث ذلك اليوم