وأمّا أن تذكر أيّها الأب الروحاني غمّك بما صار إليه حالي، وقلقك (?) بما ترى عليه أمري، وإيثارك الموت دون السماع بمثله فهذا ما كان يليق، إذ كان لم يجر بحمد الله هاهنا أراسيس (?) ولا فساد مقالة، ولا نقص (?) سنّة، ولا حالة غير معروفة. والذي جرى فهو (?) أمر صغر حالي عنه، وبعد موضعي منه لارتفاعه عنّي وعظمه عليّ، وقلّة قيامي به، وتفاوت (?) نقص استحقاقي له، إلاّ أنه لم يكن منّي، ولا أتى (بسعيي إلاّ) (?) ما اختاره أصحابي ورضي به شعبي (?)، وأمضاه رؤساء الدولة، وعرفه علماء الملّة في المدينة العظمى التي عليها يعوّل (?) ومنها يقتبس، وكيف يجوز أن ينكر واحد تجتمع عليه هذه الطبقة وترضى (?) به هذه الأمّة، وهو أمر مشهور عندنا مستعمل بيننا على قديم الزمان إلى حيث انتهينا.
والذي ذكرته أيّها الأب الروحاني في هذا الباب أنا أعلم أنّك لم تذكره إلاّ لبعد العهد بهذا الحال ببلدك (?) ولعدم الكتب التي تنبيء بمثله في ناحيتك، ولقلّة من يستعملها ويقتبسها في موضعك للأحوال التي دفع إليها أهل تلك الديار، ممّا نسأل الله المعونة عليه، وإذا أنت رجعت إلى الفحص عن ذلك وجدته أمرا لم يبدأ (?) منّا، ولا يتناهى فينا، (وذلك أنّك تجد