جميع ما جرى وهو ببغداد، فاستنصر (?) من الغلمان من كان حاضرا معه،
واستحضر من كان غائبا عنه، وتغلّب على مدينة السلام، وانحاش (?) إليه طوائف العوامّ المنتسبة إلى السّنّة. ولما انبسط هذا الصنف من العامّة استضاموا أضدادهم من الشيعة، وكانوا مبغضين لبختيار، وناصبوهم الحرب.
وتحزّب كلاّ (?) من الفريقين، وكانت الشيعة أقلّ، فتحصّنوا في أرباض الكرخ من الجانب الغربي من مدينة السلام، واتّصلت (?) الحرب وسفكت دماء كثيرة، واستبيحت المحارم [المحصورة] (?) وأحرق الكرخ حريقا ثانيا بعد الحريق الأول، وافتقر التجّار، وغلبهم العيّارون (?) على أموالهم وحريمهم ومنازلهم، ونادى أهل الشيعة بأشعار لبختيار (?)، ونادى أهل السّنّة بأشعار لسبكتكين [والأتراك] (?)، واحتوى سبكتكين على الخزائن والسلاح والعدد، وأخرج إبراهيم وأبا ظاهر أخوي بختيار ووالدته وجميع عياله، وأحرق منازلهم ونهبت دورهم، وأباح العامّة ذلك.
وعزم المطيع لله على الخروج من بغداد هربا من الفتنة، فقبض عليه الأتراك وجيوشه ودعوه إلى تسليم الأمر إلى ولده أبي بكر عبد الكريم، فأجاب إلى ذلك خوفا منهم وعهدا (?) إليه، وبرّيء من الخلافة، وخلعه (?) وأشهد على نفسه بالعجز عنها، وأنّه قد انخلع منها طوعا، وأنّه قد جعلها في