وكان قد ورد من مصر إلى أنطاكية رجل أسود ممّن أفلت من صعاليك الطرسوسيّين (?) يعرف بالرغيلي (?) في نفر يسير ليغزو بهم إلى أطراف (?) الروم، وأقام بها مدّة مع علّوش (?) الكردي الذي كان متولّي أمرها، ودخل الزغيلي على علّوش مسلّما عليه واغتاله وقتله، وهرب أصحاب علّوش، وكانوا كثيرين، واستولى الرغيلي على أنطاكية (?)، ووافى في الحال بطرس الإسطراطوبدرج (?) ومعه عسكر ضخم (?)، ونزل على أنطاكية واجتمع إليه ميخائيل البرجي (?) المقيم بحصن بغراس (?).
وكانت أنطاكية ضعيفة ممّا تقدّم من الغارات على أعمالها وضجع (?) أهلها في حراستها، لأنهم ما كانوا يشعرون أنها تقصد في ذلك الوقت، ولم يتمكّنوا من جمع رجال يصعدون إلى الجبل ليحفظوا السّور (?)، فرآه الروم خاليا، فبادروا بالطّلوع إليه، فلم يروا أحدا فيه، واستدعوا إليهم قوما آخرين من أصحابهم. وكان الذين طلعوا إليه ميخائيل البرجي وإسحاق بن بهرام وغلام أسود للبرجي، وملكوا المدينة يوم الخميس ثالث عشر [ليلة خلت من] (?) ذي الحجّة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة [وهو في اليوم الثامن والعشرون من شهر تشرين الأول سنة 1281