شغب الْأتراك على وزير السلطان:
فيها تفاوَضَ الْأتراك في الشكوى من وزير السلطان، وعزموا على الشغب،
فبرَّزوا الخيم وركبوا بالسلاح، وكثرت الْأراجيف، وغلِّقت الدروب ببغداد، ولم يُصلِّ أحدٌ جُمُعة إِلَّا القليل في جامع القصر. ونقل الناس أموالهم، فنودي في البلد: متى وُجد الوزير عند أحدٍ حَلّ ماله ودمُه.
وركبت الْأتراك فنهبوا دورًا للنصارى، وأخذوا أموالًا من البيعة وأحرقوها.
ودافع العوام عن نفوسهم، فراسل الخليفة الْأتراك وأرضاهم1.
وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم:
ثم إنَّ الوزير ظهر فطُولب، فجرح نفسه بسكّين، فتسلّمه البساسيري، وتقلّد الوزارة أبو الحسين بن عبد الرحيم.
أخذ ابن بدران الْأنبار:
وقصد قريش بن بدران الْأنبار فأخذها2.
عودة البساسيري إلى بغداد:
وردّ أبو الحارث البساسيري إلى بغداد من الوقعة مع بني خفاجة، فسار إلى داره بالجانب الغربي، ولم يلم بدار الخلافة على رسْمه، وتأخَّر عن الخدمة، وبانت فيه آثار النّفرة، فراسله الخليفة بما طيَّبَ قلبه، فقال: ما أشكو إِلَّا من النائب في الديوان. ثم توجَّه إلى الْأنبار فوصلها، وفتح وقطع أيدي طائفة فيها، وكان معه دُبيس ابن علي3.
انكسار جيش المعُز إلى القيروان:
وفي سنة ست ملكت العرب الذين بعثهم المستنصر لحرب المُعز بن باديس، وهم بنو زغبة، مدينة طرابلس المغرب، فتتابعت العرب إلى إفريقية، وعاثوا وأفسدوا، وأمَّروا عليهم مؤنس بن يحيى المرداسي، وحاصروا المُدن وخرَّبوا القرى، وحلَّ بالمسلمين منهم بلاء شديد لم يُعْهَد مثله قط.