لم تفارقْ نَعْشَه إلى أن وُورِيَ فتفرّقت. عاين النّاسُ منها عَجَبًا تحدَّثوا بِهِ وقْتًا.
ومكث مدّةً ببلنسيةُ مُطاعًا عظيم القدْر عند السّلطان والعامّة. وكان ذا منزلة عظيمة في الفِقْه والنُّسُك، صاحب أنباءٍ بديعة رحمه الله. وقال جُماهر بْن عَبْد الله: صلى عَلَى ابن الفخّار الشيّخ خليل التّاجر ورفرفت عَليْهِ الطَّير إلى أن تمّت مواراته. وكذا ذكر محمد القُبُّشي مِن خبر الطّيور، وزاد: كَانَ عُمره نحو الثّمانين سنة. وكان يقال: إنّه مُجَاب الدّعوة، واختُبِرَتْ دعوتُهُ في أشياء.
وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: تُوُفّي في سابع ربيع الأول عن ست وسبعين سنة، وهو أخو الفقهاء الحُفّاظ الرّاسخين العالِمين بالكتاب والسُّنَّة بالأندلس رحمه الله.
وقد ذكره القاضي عِياض فقال: أحفظ النّاس، وأحضرهم عِلْمًا، وأسرعهم جوابًا، وأوقفهم عَلَى اختلاف الفُقهاء وترجيح المذاهب، حافظًا للأثر، مائلًا إلى الحجّة والنَّظَر. فرّ عَنْ قُرْطُبَة إذْ نَذَرَت البربرُ دمَه عند غَلَبَتهِم عَلَى قُرْطُبَة.
فأمّا:
أبو عَبْد الله بْن الفخّار المالكيّ الحافظ، فيأتي سنة 495.
381- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد1. أبو الحَسَن البزّاز شيخ بغداد. وُلِد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وسمع مِن: إسماعيل الصَّفّار ومحمد بْن عَمْرو الرّزّاز، وعمر بْن الحَسَن الأُشْنانيّ، وهو آخر مِن حدَّث عَنْهُمْ، وعثمان بْن السّمّاك، وجعفر الخُلْديّ، والنجاد.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا، أثني عليه أبو القاسم اللالكائي. وكان جميل الطريقة، له أُنسةٌ بالعلم ومعرفة بشيءٍ من الفقه على مذهب أهل العراق. مات في ربيع الأول. قال: وبلغني أنّه لم يكن لَهُ كَفَن.
قلتُ: روى عَنْهُ: عليّ بْن طاهر بْن الملقّب المَوْصِليّ، والحسين بْن عليّ بْن البُسْريّ, وعلي بْن الحسين الرَّبَعيّ، وعليّ بْن محمد بْن أَبِي العلاء المَصيصيّ، وجماعة آخرهم عليّ بْن أحمد بْن بَيان الرزاز، شيخ ابن كليب.