تُوُفّي بأرّجان في جُمَادَى الأولى، وله اثنتان وأربعون سنة. وكانت أيّامه اثنتين وعشرين سنة ويومين. ومات بعِلة الصَّرَع، وولى بعدَه ابنه سلطان الدولة اثنتي عشر سنة.

وولى هُوَ السَّلطنة ببغداد بعد أخيه شَرَف الدّولة، وهو الّذي خلع الطّائع لله، كما تقدَّم.

"حرف الحاء":

98- الحَسَن بْن حامد بْن عليّ بْن مروان1: أبو عَبْد الله البغداديّ الورّاق. شيخ الحنابلة. قَالَ القاضي أبو يَعْلَى: كَانَ ابن حامد مدرّس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه. وله المصَّنَفات العظيمة منها: كتاب "الجامع"، نحو أربعمائة جزء يشتمل عَلَى اختلاف العلماء.

وله مصَّنفات في أُصول السُنّة، وأُصول الفقه، وكان معظّمًا في النُّفوس، مقَّدمًا عند الدّولة والعامّة. قَالَ الخطيب: روى عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشّافعيّ، والخُتلي، وأبي بَكْر بْن مالك القطيعي. ثنا عنه عليّ الأهوازيّ.

وقال أبو الحسين بْن الفرّاء في "طبقات الحنابلة" إنه سمع أَبِي بَكْر النّجّاد أيضًا، وأنّه تفقّه عَلَى أَبِي بَكْر عَبْد العزيز غلام الخلال، وغيره. وعليه تفقّه: القاضي أبو يَعْلَى، وأبو طَالِب العُشاري، وأبو بَكْر الخيّاط المقرئ. وكان قانعًا متعفّفًا، يأكل من نَسْخ يده ويتقّوت. وكان يُكثر الحجّ. قَالَ الخطيب: تُوُفّي بطريق مكّة.

قلتُ ولعلّه هلكَ جوعًا وعطشًا. فإنّ هذا العام كانت وقعة القَرْعا، بطريق مكّة. وذاك أنّ بني خَفَاجة، قاتلهم الله، أخذوا الرَّكْب في القَرْعا، فَقِيل: إنَّه هلك خمسة عشر ألف إنسان من الوفْد. فإنا لله وإنا إِليْهِ راجعون.

99- الحُسين بْن الحَسَن بْن محمد بْن حليم2. القاضي أبو عَبْد الله الحليمي البخاري الفقيه الشافعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015