قَالَ سُلَيْم: تُوُفِّي فيها، أو فِي سنة أربعمائة، وكتب عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ، وقَالَ: من شيوخ الرّيّ وعدوله.

"حرف الخاء":

277- خلف بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اللَّيْث، أمير سجِسْتان، وابْن أميرها1.

كَانَ أوْحَد الملوك فِي إجلال العِلْم، والإفضال عَلَى العلماء.

سَمِعَ: عَلِيّ بْن بُنْدَار الصُّوفِي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الماليني، صاحب عثمان الدّارمي، وبالحجاز عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفاكهي، وببغداد أَبَا عَلِيّ بْن الصواف. وكان مولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة. رَوَى عَنْهُ: الحاكم مَعَ جلالته، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، وانتخب لَهُ الدَّارَقُطْنيّ.

وتُوُفِّي شهيدًا فِي الحبْس ببلاد الهند، رحمه اللَّه، في قبضة ابن سُبُكْتِكين، وكان محمود فِي سنة ثلاثٍ وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجَّهه إلى بلاد الْجَوْزَجَان فِي هيئة ووُفُور رَهْبة.

ثم بلغ السلطان عَنْهُ بعد أربع سنين من ذَلِكَ، أَنَّهُ يكاتب ايلك خان الَّذِي استولى عَلَى بُخَارَى، فضيّق عَلَيْهِ السلكان بعض الشيء، إلى أن مات فِي رجب، وورِثَه ولده أَبُو حفص2.

وكان خَلَف مَغْشِيَّ الجناب من النّواحي، لسماحته وأفضاله، ومدحته الشُّعراء. وكان قد جمع العلماء عَلَى تأليف تفسير كبير، لم يغادر فِيهِ "شيئًا"3 من أقاويل القرّاء والمفسّرين والنُّحاة، ووشَّحه بما رَوَاهُ من الثقات.

قال أبو النصر فِي كتاب اليميني: بلغني أَنَّهُ أنفق عليهم فِي جُمعة عشرين ألف دينار، والنسخة بِهِ بنيسابُور، وهي تستغرق عُمْر الكاتب.

أخبرني أَبُو الفتح البُسْتي، قَالَ: عملت فِيهِ أبياتًا، لم أبلغها إياه، ولكنها سارت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015