قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ من حديثه "وشِعْره"، وأجاز لي ديوان "شِعْرِه"1، وأملى عليّ نسبه، وأخبرني أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وكُفَّ بَصَرَه قبل موته بأعوام، تُوُفِّي فِي ثالث عشر ذي القعدة بقُرْطُبَة.
قلت: هذا كَانَ حامل لواء الشعراء فِي الْأندلس، وقد نَبَّهنا عَلَى أَنَّهُ قِيلَ: تُوُفِّي سنة إحدى وسبعين، فاللَّه أعلم.
ومن شعر ابن هُذَيْل:
إذا جلست عَلَى قلبي يدي بيدي ... وصحتُ فِي الليلة الظَّلْماء وَاكَبِدِي
ضَجَّتْ كواكبُ لَيْلي فِي مَطَالِعِها ... وذابت الصَّخْرَةُ الصَّمَّاء من كَمَدِي
ولَهُ:
عرفْتُ بَعرْفِ الرِّيح أَيْنَ تَيَمَّمُوا ... وأين استَقَلَّ الظَّاعِنُون وسَلَّمُوا
خَلِيلَيَّ رُدَّانِي إلى جانب الحِمَى ... فلستُ إلى غير الحِمَى أَتَيَمَّمُ
أبِيتُ سمير الفَرْقَدَيْن كأَنَّما ... وِسَادِي قَتَادًا وضَجِيعيَ أَرْقَمُ
وأجوز وَسْنَانَ العيونِ كأنَّه ... قضيبٌ من الرَّيْحَان لَدن مْنَعَّمُ
نظرتُ إلى أجفانه أوَّلَ الهَوَى ... فأيقنتُ أنِّي لستُ منهنَّ أَسْلَمُ
361- يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الملقّب بالمختفي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، أَبُو الْحُسَيْن الزَّيْدي الهاشمي البغدادي. نزيل شيرَاز.
حدّث بدمشق عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة. رَوَى عَنْهُ: الرَّبْعِي، وعَلِيّ بن موسى السمسار.
وفيات سنة تسعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
362- أحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَين بْن مُحَمَّد بْن الأسد التميمي الحماني2، أبو