فِي المجلس تسمع وأنت تنام لِصغَرِك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب من كتابي فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحلّ لك، فقام وشكاني.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي الرّازي صحيح مُسْلِم.
وتُوُفِّي ليلة النَّحر، ولم يرو عَنْهُ الحاكم شيئًا.
182- مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي القرَّاب. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
183- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد، أَبُو العَبَّاس بْن سكرة الهاشمي الأديب1.
بغدادي من ذرّيّة أَبِي جَعْفَر المنصور.
كان متسع الباع إلى أنواع الْأبداع، فائق الشعر، لا سيما فِي المُجُون والسّخف، وكان يقال ببغداد: إن زمانًا جاد بمثل ابن سكَّرة وابْن الحَجَّاج لَسَخِيٌ جدًا، وقد شُبِّها فِي وقتهما بجرير والفرزدق فِي وقتهما، ويقال إنّ ديوان ابن سُكَّرة يُرْبي عَلَى خمسين ألف بيت.
وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
ومن شعره:
فِي وجه إنسانَة كَلِفْتُ بها ... أربعة ما اجتمعن فِي أَحَدِ
الوجه بدر والصدغ غاليةٌ ... والرِّيقُ خمرٌ والثَّغْرُ من بَرَدِ
وقَالَ أَبُو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سُكَّرة لنفسه، وكان طيب المزاج:
وقائل قال لي لا بد من فرج ... فقلت واغتظت كم لا بد من فرج
فَقَالَ لي بعد حين قلت وَاعَجَبًا ... من يَضْمَنُ العُمْرَ لي يا بارد الحُجَج
وله:
غُصْنُ بانٍ وفي اليد منه ... غصن فيه لؤلؤ منظوم