قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ التفسير ليحيى بْن سلام، بسماعه من المِريّ. أنبا أحْمَد بْن مَسْعُود بْن جرير سنة أربعٍ وسبعين ومائتين، وكان لا بأس بِهِ. وقَالَ لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة.

133- عَلِيّ بْن عيسى، أَبُو الْحَسَن النَّحْوي المعروف بالرُّمَّاني1.

أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن دريد، والزجاج، وأبي بَكْر بْن السّرّاج. روى عَنْهُ: هلال بْن المحسّن، وَأَبُو القاسم التنوخي، والحسن أبو علي الجوهري.

وكان متفننًا في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنَّحْو والكلام عَلَى مذهب المعتَزِلة.

صنّف فِي التفسير والنَّحْو واللُّغة. وكان مولده سنة ستٍ وتسعين ومائتين، ومات فِي جُمادى الْأولى، ولَهُ ثمانٍ وثمانون سنة.

شرح كتاب سيبويه شرحًا كبيرًا، وشرح الْجُمَل لابن السّرّاج، وله كتاب الاشتقاق وكتاب التصريف، وكتبًا كثيرة ذكرها القفطي فِي ترجمته.

قَالَ: وصنَّف فِي الكلام كتابًا سمّاه صنعة الاستدلال فِي سبْع مجلَّدات، وكتاب الْأسماء والصّفات لله تعالى وكتاب الْأكوان وكتاب المعلوم والمجهول، وله نحو مائة مصنَّف، وكان مَعَ اعتزاله شيعيا.

قال التنوخي: ممن ذهب فِي زماننا إلى أن عليا -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- أفضلُ النّاس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ المعتزلة: أَبُو الْحَسَن الرُّمَّاني، لله دَرُّه.

قلت: كَانَ رأسًا فِي عدّة فنون وسماء العربية، وكان يخرج كلامه في النحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو علي الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرُّمَّاني فليس معنا منه شيء، وإن النَّحْو ما نقوله، فليس معه منه شيء.

وكان يُقال: النَّحْويُّون فِي زمانهم ثلاثة، واحدٌ لا يفهم كلامه، وهو الرُّمَّاني، وواحد يُفْهم بعض كلامه، وهو أَبُو عَلِيّ، وواحد يُفْهم جميع كلامه، وهو أبو سعيد السيرافي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015