خمسة وعشرين شهرًا، وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطَّبراني وَأَبُو الشيخ في مدينة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول اللَّه الجوع. فقال لي الطَّبراني: اجلس فإمّا أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وَأَبُو الشيخ، فحضر الباب عَلَوِيّ، ففتحنا له، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى النَّبِيّ -صلّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم- فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم.
وروى أَبُو موسى المَدِيني ترجمة ابن المقرئ: نا معمَّر بن الفاخر، سمعت أبا نصر بن الحسن بن أبي عمر، سمعت ابن سلامة يقول: قيل للصاحب بن عبّاد: أنت رجل مُعْتِزِليّ وابن المقرئ محدّث، وأنت تحبّه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل مَوَدَّة الْأباء قرابة الْأبناء، ولأني كنت نائما، فرأيت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ يقول لي: أنت نائم ووليّ من أولياء اللَّه على بابك، فانتبهت ودعوت البوّاب، وقلت: من بالباب؟ قال: أَبُو بكر بن المقرئ.
وقال أَبُو عبد اللَّه بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الْأصُول مذهب أحْمَد بن حنبل وأبي زرعة.
قال ابن مَرْدَوَيه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول. تُوُفْي يوم الْأثنين في شوال.
وقال أَبُو نُعَيْم: محدّث كبير ثقة، صاحب "أصول"، سمع ما لا يحصى كثرة، وتوفي عن ستٍ وتسعين سنة.
قلت: وكان الصّاحب إسماعيل بن عباد يحترمه، وكان خازن كُتُب الصاحب، وقد خَرَّجْتُ من مُعْجَمه أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا، فِي أربعين مدينة، سميتها "أربعين البلدان" لأبي بكر بن المقرئ، وسمعناها. وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العُلُو. مات في شوّال.
31- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن عبده بن سليط السليطي، أبو جعفر النيسابوري.
عن: أبي بكر الإسفراييني، والشرفي، ومكّي بن عَبْدان، وطبقتهم.
وعنه: الحاكم، وانتقى عليه، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، والكَنْجَرُوذِي وجماعة. وحدث أيضا بمكّة والعراق.