191- عليّ بْن الحُسَيْن بْن مُحَمَّد1 بن أحمد بن الهيثم، أبو الفرج الأصبهاني، الكاتب، مصنِّف كتاب "الأغاني".
سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضْرمي، ومحمد بن جعفر القتّات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العبّاس المقانعي الكوفيّين، وأبا خُبيب بن البرتي، فمن بعدهم.
والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.
روي عنه: الدارقُطْني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وآخرون.
واستوطن بغداد من صباه، كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنّفيها، روى عن طائفة كثيرة، وكان إخباريًّا نَسَّابةً شاعرًا، ظاهر التشيُّع.
قال أبو علي التنوخيّ: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمُسْنَدات والأنساب ما لم أر قطّ من يحفظ مثله، ويحفظ سوى ذلك من علوم أُخَر، منها: اللغة والنحو والمغازي والسّير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد كُتُب صنّفها لبني أُمَيّة ملوك الأندلس أقاربه، سيَّرَها إليهم سِرًّا، وجاءه الإنعام سرا، فمن ذلك: "نسب بني عبد شمس"، وكتاب "أيام العرب ألف وستمائة يوم"، وكتاب "جَمْهرة النَّسَب"، وكتاب "نسب بني شَيْبان"، وكتاب "نسب المهالبة"؛ لكونه كان منقطعًا إلى الوزير المُهَلّبي، وله فيه مدائح، وله كتاب "أخبار الشواعر"، وكتاب "مقاتل الطالبيّين"، وكتاب "الزّيارات"، وهذا عجيب إذ هو مروانيّ يتشيّع.
قال ابن أبي الفوارس: قد خلّط قبل أن يموت. قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين.
قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعّفه ويتّهمه في نقله، ويستهول ما يأتي به، وما علمتُ فيه جرحًا إلّا قول ابن أبي الفوارس: خلّط قبل أن يموت، وقد أثنى على كتابه "الأغاني" جماعة من جلية الأدباء. ومن تواليفه كتاب "أخبار الطفيلين"، وكتاب "أخبار جحظة"، كتاب "أدب السماع"، كتاب "الخمّارين".